Skip to content

Commentaries
Arabic
عبرانيين
  
4:8لأَِنَّهُ لَوْ كَانَ يَشُوعُ قَدْ أَرَاحَهُمْ لَمَا تَكَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ عَنْ يَوْمٍ آخَرَ.9إِذًا بَقِيَتْ رَاحَةٌ لِشَعْبِ اللهِ.10لأَِنَّ الَّذِي دَخَلَ رَاحَتَهُ اسْتَرَاحَ هُوَ أَيْضًا مِنْ أَعْمَالِهِ كَمَا اللهُ مِنْ أَعْمَالِهِ.11فَلْنَجْتَهِدْ أَنْ نَدْخُلَ تِلْكَ الرَّاحَةَ لِئَلاَّ يَسْقُطَ أَحَدٌ فِي عِبْرَةِ الْعِصْيَانِ هَذِهِ عَيْنِهَا.


هل تريد التَّطور والنُّهوض والرِّبح والانتصار والمجد لنفسك ولشعبك؟ لا تغرَّنَّ نفسك، فالمسيح يقول: "مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ، أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟" ارجع إلى ربِّك ليشفي نفسك، ومارس الصَّلاَة يوميّاً لتثبت راحة السَّماء في فؤادك. اضبط أعصابك، وأغلق المذياع، ووجِّه قلبك إلى الموجة الإلهيَّة كي تسمع صوت خالقك وتنال قوَّةً منه. اصمت أمامه، واقرأ رسائل محبَّته الموجَّهة إليك في الكِتَاب المُقَدَّس، فتمتلئ بهجةً وقوَّةً وراحةً؛ فالهدوء هو الذي يُقوِّيك وليس الضَّجيج والحماس السَّطحي.
لقد قاد يشوع شعبه لعبور الأردن، فاستقرُّوا بعد طول ترحُّلٍ. وإنَّه ليصعُب علينا تصوُّر التَّغيُّر الجذري في حياة هؤلاء القوم الرَّحَّالة مِن حياة البداوة إلى المدينة والحضارة. ولكنَّ المشاكل والحروب لم تنتهِ بعد أخذهم البلاد بالسَّيف. فالنَّاس أجمع هم عبارةٌ عن أقوامٍ رحَّالة تطلب مدينة الله الباقية، حيث يثبت البرُّ والحقُّ والسُّرور. جميعنا بشوقٍ عارمٍ للهرب مِن عالم الكذب والنَّجاسة والبغضاء إلى ديار الرَّاحة الإلهيَّة.
إنَّ لله شعباً، فمن هو شعبه؟ إنَّه جميع الذين قبلوا فضائله وصفاته الأبويَّة. وما هي هذه الصِّفات؟ إنَّها المحبَّة والفرح والسَّلام والصَّبر والصَّلاح والوداعة والعفَّة. وكيف نكتسب هذه الصِّفات؟ إنَّنا بالإيمان بالمسيح ننال روحه الذي يُجدِّد قلوبنا الرَّديئة ويمسحنا بالحقِّ والتَّواضع والخضوع، كما قال: "تَعَلَّمُوا مِنِّي لأَِنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ."
وشركتنا تحت نير محبَّة المسيح تكسر كبرياءنا واتِّكالنا على ذواتنا، وتُطهِّرنا مِن آثامنا الكثيرة، وتُحضِّرنا لدخول راحة السَّماء. إنَّ الأموات القِدِّيْسِيْنَ جميعاً يرتاحون في المسيح، وأعمالهم النَّابعة مِن الرُّوْح القُدُس تتبعهم. ومَن ثبت منهم أميناً في شهادته أثناء حياته، وانفتح لروح مخلِّصه، فقد أصبح شجرة المحبَّة المُثقَلَة بثمارها. فالقِدِّيْسُوْنَ الرَّاقدون يُمجِّدون الله لأجل نعمته وراحة مسرَّته. وهؤلاء الملايين مِن القِدِّيْسِيْنَ العائشين في رحاب المسيح يترقَّبون مجيء المسيح الوشيك كي تغلب راحة مجد الله عالمَنا الشِّرير المُضطرِب.
لقد بات حلول العالم الجديد وشيكاً. فهل أنت مِن المتأخِّرين في الرَّجاء، أم أنت متَّجهٌ إلى المستقبل المجيد؟ ادرس خطَّة محبَّة الله كي تستعدَّ لتحقيق أفكاره. اجتهد في تحضير نفسك كيلا تقف مجرَّداً في ساعة الامتحان بقلبٍ عنيدٍ نجسٍ كافرٍ حاقدٍ. افتح كيانك لربِّك ليُقدِّسك إِلَى التَّمَامِ، فتتمحَّص في ساعة التَّجربة كذهبٍ نقيٍّ في البوتقة. احترس ألاَّ تسقط في عدم إطاعة صوت الله. لا تقُل إنَّ إيماني كافٍ، بل اطلب إلى الله أن ينزع بكلمته رواسب فخرك وعصيانك وأنانيتك، فتنكر ذاتك، وتحمل الصَّلِيْب يوميّاً، وتُمجِّد المسيح بخدمةٍ غير معروفةٍ عند الناس. اجتهد في اتِّباع المسيح، ولا تكسل في قراءة الكتاب المقدس والصَّلاَة لأجل الآخَرين، لأنَّ الهدف، كما في سباق الرِّياضة، لا يبلغه إلاَّ المواظب على السِّباق بصبرٍ والباذل آخر طاقةٍ مِن قدرته. فاجتهد لربِّك واتعب في سبيله. ابذل ذاتك، ولا تُبدِّد قوَّتك ووقتك. ارتكز على المسيح، وأنفق مالك في سبيل مجيء مَلَكُوْته. لقد دعاك الرَّب إلى الجهاد السَّماوي، فقُم واشترك، واترك كلَّ شيءٍ فانٍ. اتَّخذ راحة مجد المسيح هدفاً لك، فترَ أنَّك لم تعش باطلاً؛ علماً بأنَّك لا تعيش الآن حياتك الحقَّة، بل تستعدُّ في فترة حضورك على الأرض لأجلها. فما هو الأهمُّ: أيَّامك في الزَّمن الدُّنْيَوِيِّ، أم ثباتك في مَلَكُوْت الرَّب؟ اجتهد بجميع قوى نفسك وإرادتك وعضلاتك ومحبَّتك لدخول مَلَكُوْت الله وراحته الأبديَّة المجيدة.

الصَّلَاة
نَشْكُرُكَ أَيُّهَا الآبُ لأنَّك لم ترفضنا لأجل قلَّة إيماننا ولامبالاتنا بالأمور الرُّوحية، بل دعوتَنا مرَّةً أخرى إليك. قوِّنا على الاجتهاد الرُّوحي لنبذل أنفسنا في خدمتك، فلا ننظر إلى الناس، بل إليك وحدك حامدين مسبِّحين.
السُّؤَال
ما هو أفضل استعدادٍ لدخول راحة الله؟