هل طلبتَ إلى يسوع أن يُطهِّر نفسك كي تستحقَّ دخول راحة مَلَكُوْت الله؟ هل تريد أن تفتح صدرك للطَّبيب السَّماوي لينزع مِن داخلك جميع رواسب الخطيَّة؟ اسمع اختبارات كَاتِب الرِّسَالَةِ إلى العِبْرَانِيِّيْنَ الذي يقول: "إنَّ كلمة الله لا تبني فحَسْب، بل تُطهِّر أيضاً. ولا تغفر دائماً، بل تدين فِيْ الوَقْتِ نَفْسِهِ". فالله ليس محبَّةً ونعمةً وصبراً فقط، بل هو قُدُّوْس وعادلٌ ومستقيمٌ أيضاً.
طوبى للإنسان الذي يدينه الله في زمننا ويُصيبه بكلمته المقدَّسة التي تشبه سيفاً كبيراً ينزل بسلطانٍ ويقسم الخاطئ شطرين مِن وسط رأسه إلى أسفل، فيبدو كلُّ ما في داخله.
يوضح هذا المبشِّر الآن سلطان كلمة الله بصفات سيف الرُّوح السَّبع:
1- إنَّه حيٌّ سريعٌ لا يتأخَّر. فالرَّب يُرسل كلمته ليس للخلق فقط، بل هو يُبيد ويُنظِّف أوَّلاً المكان الذي يزرع الحياة فيه. فحياة الله تغلب سلطة الخطيَّة فينا وتُميتُها.
2- كلمة الله فعَّالةٌ في الدَّيْنُوْنَة كما في الخلق. طوبى لِمَن أصابته كلمة ربِّه وألقت به في التَّوبة، فلم يستطع بعد ذلك أن ينام، لأنَّ صوت الدَّيان الأزليِّ يُحاسبه. فكلمة ربِّك توقظك وتطردك إلى نوره المبين.
3- قف واقبَل ضربة سيف الله، واسمح لربِّك أن يدينك ويُميت الأنا فيك، فينتهي كبرياؤك وتضمحلّ شهواتك النَّجسة. اطلب إلى ربِّك أن يطعنك ببِرِّ محبَّته، فلا بدَّ أن تصيبك كلمته قائلةً لك: "أيُّها الكاذب النَّجس المرائي السَّرَّاق الشِّرير، أنت واقفٌ في نور الله، وما مِن حُجَّةٍ تُنقذك".
4- وكلمة الرَّب تكشف شرور نفسك وعناد روحك. وبعض آيات الكتاب المقدس تنخز فؤادك حتَّى تعترف بخطاياك، وتنكسر أمام القُدُّوْس. فيا أخي العزيز، إنَّ نفسك غير صالحةٍ، وشخصيَّتك فاسدةٌ منذ حداثتها، وصور ماضيك النَّجِس قد استقرَّت في شعورك الباطني، وهي تدفعك مِن خطيَّةٍ إلى أخرى، والأرواح المستكبرة الكامنة فيك قد جعلَت روحك ثائرةً شامخةً.
5- إنَّ كلمة الله المميِّزة تدينك. ألا يضجُّ في أذنَيك صوت الله القائل: "خذوا هذا الكذَّاب إلى النَّار مع الشِّرير"؟ ليست في هذا القول أيُّ مبالغةٍ، لأنَّ قداسة الله تُهلك كلَّ خاطئٍ، وخطاياك تتطلَّب موتك، وأنت لا تستطيع أن تُصلح نفسك، ولا رجاء لك مِن أيِّ إنسانٍٍ؛ فأنت رديءٌ وبدون أيِّ تعزيةٍ بشريَّةٍ أمام الله الدَّيان الأزلي.
6- إنَّ حياتك معروضةٌ ومكشوفةٌ أمامه، وتفاصيل ماضيك ظاهرةٌ بأجلى ممَّا تستطيع الأشعَّة الكهربائيَّة أن تتقصَّى مِن جسدك، وأفكارك وأمانيك ككتابٍ مفتوحٍ أمامه. ليتك تُدرك أنَّ حياتك كلَّها مكشوفةٌ أمام الله دائماً وأبداً، وأنَّك عريانٌ، وعيوبك ظاهرةٌ للمَلاَئِكَة والقِدِّيْسِيْنَ في السَّماوات، فلعلَّك إذ ذاك تخجل مِن نفسك، فتذرف دموع النَّدم، وتنكسر نهائيّاً.
7- قم أيُّها المذنب وأعط حساباً لله عن ماضيك وحاضرك. سلِّم نفسك الفاسدة بين يديه، واعترف بأعمالك السِّيئة بدقَّةٍ، وبالأرواح المسيطرة عليك. تخلَّ عن كلِّ غبارٍ في طيَّات قلبك، واشمئزّ مِن ذاتك، واخجل لأنَّك فاسدٌ أكثر مِمَّا تعلم. اعترف أمام ربِّك بخطاياك، وسلِّم أمرك بين يديه.