Skip to content

Commentaries
Arabic
رومية
  
3- ينبغي أن نتعلَّم الْمَحَبَّةَ الأَخَوِيَّةَ ونتدرَّب عليها
(رُوْمِيَة 12: 9- 16)
12:9اَلْمَحَبَّةُ فَلْتَكُنْ بِلاَ رِيَاءٍ. كُونُوا كَارِهِينَ الشَّرَّ مُلْتَصِقِينَ بِالْخَيْرِ10وَادِّينَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً بِالْمَحَبَّةِ الأَخَوِيَّةِ مُقَدِّمِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً فِي الْكَرَامَةِ11غَيْرَ مُتَكَاسِلِينَ فِي الاِجْتِهَادِ حَارِّينَ فِي الرُّوْح عَابِدِينَ الرَّبَّ12فَرِحِينَ فِي الرَّجَاءِ صَابِرِينَ فِي الضِّيقِ مُواظِبِينَ عَلَى الصَّلاَة13مُشْتَرِكِينَ فِي احْتِيَاجَاتِ القِدِّيْسِيْنَ عَاكِفِينَ عَلَى إِضَافَةِ الْغُرَبَاءِ.14بَارِكُوا عَلَى الَّذينَ يَضْطَهِدُونَكُمْ. بَارِكُوا وَلاَ تَلْعَنُوا.15فَرَحاً مَعَ الْفَرِحِينَ وَبُكَاءً مَعَ الْبَاكِينَ.16مُهْتَمِّينَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ اهْتِمَاماً وَاحِداً, غَيْرَ مُهْتَمِّينَ بِالأُمُورِ الْعَالِيَةِ بَلْ مُنْقَادِينَ إِلَى الْمُتَّضِعِينَ. لاَ تَكُونُوا حُكَمَاءَ عِنْدَ أَنْفُسِكُمْ.


ثمَّة مفرداتٌ مختلفةٌ للتَّعيير عن المحبَّة في اللغَّة اليُوْنَانِيّة: فالكلمة fileo تعبِّر عن العاطفة والمشاعر الطَّبِيْعِيّة البشريَّة. والكلمة eros تُعبِّر عن الحُبِّ الجنسيِّ النَّابع مِن غريزة الإنسان وشهوته الجسديَّة. أمَّا الكلمة agape فتُعبِّر عن المَحَبَّة الإِلَهِيَّة المستعدَّة أن تُضحِّي بنفسها لأجل المساكين، وحتَّى الأعداء. وهذه أكمل وأسمى صُوَر المحبَّة الَّتي تتضمَّن تصميم الإرادة الجازم، والنِّيَّة الصَّادقة، والانتماء القويّ الواضح لدائرة الإعلان الإلهي.
لقد بذل المَسِيْح نفسه فداء للخطاة في هذه المَحَبَّة الإِلَهِيَّة. أمّا بُوْلُس فيتكلّم عن هذه المحبَّة في حياة أتباع المَسِيْح العمليّة، كما كتب سابقاً: "مَحَبَّة اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا" (رُوْمِيَة 5: 5).
فالمَحَبَّة الإِلَهِيَّة لا تكذب، لأنَّها مستقيمةٌ، وتنطق بالحقّ في سبيل الحكمة والرحمة. والرِّياءُ ليس صالحاً كما يقول الكِتَابُ المُقَدَّس، بل ينبغي أن نعترف بخطايانا في أحوال معيَّنة أمام النَّاس، كي لا يبقى فينا كبرياءٌ أو فخرٌ. وينبغي لنا أن نعترف بمحبتنا ليَسُوْع، لأنَّه هو الوحيد الَّذي برَّرنا بكفَّارته العظيمة.
والمَحَبَّة الإِلَهِيَّة تكره الشرّ الَّذي يوبّخنا ضميرنا عليه، والَّذي تعتبره كَلِمَة اللهِ نجساً، كاذباً، غير مستقيم، ظالماً. فالمحبّة لا توافق على هذه الأنواع مِن التصرّفات، بل تؤيِّد كل طهارةٍ وصدقٍ واستقامةٍ وصلاحٍ.
والمَحَبَّة الإِلَهِيَّة تُربّينا على حُبِّ الإخوة والأخوات فِيْ الرَّبِّ، واحتمالهم جميعاً بدون تأفّف، والاعتناء بهم. ومِن الضَّرُوْرِيّ أنّ تكون خَدَمَاتنا وأقوالنا كلُّها صادرةً مِن القلب حتَّى يشعر الآخَرون بأنَّنا نُحبُّهم حقّاً. والاحترام المتبادَل بين الزَّوجين يندرج في هذا الجدول.
وإن خدم أحدٌ الإِنْجِيْل قولاً أو كتابةً، فلْتكن خدمته في نار روحيَّة، حتّى في وسط المُعارضة، وليكن ثابتاً في إرشاد الرَّبّ.
وعلى مَن يختبر الفشل ألاَّ يفقد الرجاء بأنّ المَسِيْح هو المنتصر. وعلى مَن يواجه آلاماً أو ضيقات أن يستمرَّ مطمئنّاً صابراً مواظباً على الصَّلاة بإيمان، دون أيِّ شكٍّ؛ والرَّبّ يستجيب لصراخنا لأجل الآخَرِيْنَ ولأجل أنفسنا.
وإن رأيتم إخوةً لكم في الإِيْمَان يتألّمون، فاشعروا معهم، واشتركوا في ضيقاتهم؛ وحالما يأتون إليكم ليمجّدوا أباكم، افتحوا لهم الباب بفرحٍ. والرَّبُّ يزيد خبزكم إن أشبعتم الجائعين باسمه، وهو حاضرٌ مع جميع الَّذين يحبّونه.
وإن اضطهدكم أحدٌ بعنف فباركوه بقوَّة البركة. لا تلعنوا لاعنيكم بل اطلبوا إلى المنجيّ أن يُنجِّيهم، كما فعل المُؤْمِنُوْنَ في الشام عندما اقترب شاول منهم ليعذّبهم ويقودهم أسرى إلى القدس. عِنْدَئِذٍ اعترض الرَّبُّ طريق شاول، وحطَّم كبرياءه نهائياً.
عندما تتحقّق بركة المَصْلُوْب المقام مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات، يفرح المُؤْمِنُوْنَ الآخرون ويتشجَّعون بالإِيْمَان، لأنَّهم يرون انتصار المَسِيْح ونتائجه. ولكن عندما يبكي أحدٌ على أقرباء ضالّين، ينبغي لنا أن نشترك بآلامه. فلا تخجلوا مِن الدموع.
اهتموّا دائماً أن تكونوا جماعة واحدة في الكَنِيْسَة كعائلة الله. لا تفكّروا أوَّلاً بالمال والشرف والسُّلطة ومكاسب هذا العالَم، بل عايشوا الفقراء والمساكين واليائسين، كما عايش يَسُوْع العديد مِن المرضى والملبوسين وحتّى الأَمْوَات.
لا تظنّوا أنكم أذكياء متعلّمون مرتفعون عن الآخَرِيْنَ، بل اطلبوا مِن ربّ الحصاد أن يعمل بينكم في جماعة الكَنِيْسَة، ويشفي ويعزّي ويخلّص ويُقدِّم الحلول المناسبة.
احترزوا ألاَّ تتخاصموا. احتملوا بعضكم بعضاً بصبرٍ فائقٍ، لأنّ الرَّبَّ واحدٌ وكفّارته واحدةٌ ولا بديل لروحِه. لا تتصرّفوا كأنكم تُنشِئون خلاصاً أفضل، فنحن جميعاً عائشون مِن نعمة الآب والابن وروح محبَّته.

الصَّلَاة
يا أَيُّهَا الآبُ السَّمَاوِيُّ، نَشْكُرُكَ لأجل أعجوبة الشركة في كنيستنا. أنت تمنحنا محبّتك وصبرك وفرحك بحلول روحك القُدُّوْس فينا، إن تُبْنا وثبَتْنا في إيماننا بالمَسِيْح الحيّ. ساعدنا على تنفيذ واجبات المحبّة عمليّاً، وليس بالكلام فقط. امكث معنا يا ربّ، واحفظنا في رجائك البهي.
السُّؤَال
أيّ نوع مِن تحقيق مَحَبَّة اللهِ في شركتكم تراه الأهمَّ والأشدَّ ضرورةً؟