Skip to content

Commentaries
Arabic
رومية
  
1:5الَّذي بِهِ لأَِجْلِ اسْمِهِ قَبِلْنَا نِعْمَةً وَرِسَالَةً لإِطَاعَةِ الإِيْمَان فِي جَمِيعِ الأُمَمِ6الَّذينَ بَيْنَهُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا مَدْعُوُّو يَسُوعَ الْمَسِيْح.7إِلَى جَمِيعِ الْمَوْجُودِينَ فِي رُوْمِيَة أَحِبَّاءَ اللهِ مَدْعُوِّينَ قِدِّيسِينَ.


إنَّ يسوع المَسِيْح هو مفتاح مواهب الله كلِّها. لا يستطيع أحدٌ سواه، لا الأنبياء ولا القدِّيسون ولا مريم العذراء، أن يتوسَّط لك عند الله بالنِّعْمَة والبركة. فالآب السَّمَاوِيّ يستجيب صلواتنا لأجل يسوع المَسِيْح، لأنَّه الوحيد الَّذي يشفع فينا عند الله. فاسمه هو القناة الَّتي تمرُّ عبرَها صلواتُنا إلى الله، وتأتينا عبرها أيضاً المواهب الرُّوْحِيّة كلُّها. لم يُصالحنا مع القُدُّوْس أحدٌ سواه. وهكذا ننال منه ملء النِّعْمَة المتضمِّنة الغُفْرَان والسَّلام والخلاص والبِرّ. أمَّا البركات الإلهيَّة الأُخرى كلُّها فليست سوى نعمة لا نَستحقُّها.
فالنِّعْمَة هي خلاصة رسالة بُوْلُس. وقد اختبرها بنفسه، لأنَّه كان مُضطهِداً للكنيسة. فليست غيرته ولا صلواته ولا أَعْمَاله الحسنة هي الَّتي خلَّصَته، بل رحمة الله المنعمة عليه فِيْ المَسِيْحِ. فبشِّر النَّاس جميعاً بالنِّعْمَة المُطلقة العظيمة، لأنَّ المَسِيْح قد وهب لك نعمةً وعفواً وسلاماً.
إنَّك، أخي العَزِيْز، حالما تُدرك مبدأ النِّعْمَة وتُقِرّ بها، تُصبح حاملاً للنِّعمة، ومُبشِّراً بمَحَبَّة اللهِ، ورسولاً للتَّبرير المجَّانيِّ. فهل وضع الرُّوْح القُدُس رسالته في قلبك؟ أم إنَّك لا تزال صامتاً حزيناً راسخاً في قيود خطاياك؟
إنَّ مَن يُدرِك رسالة النِّعْمَة يُحبُّ اللهَ ومَسِيْحه، ويُطيع وصايا لُطفه. أمَّا العبارة "إطاعة الإِيْمَان" فتعني، عند بُوْلُس، جواب الإنسان لهذه النِّعْمَة. فالله لم يَطلب منَّا إطاعةً رغماً عنَّا بالحقد والعصيان، بل تكريساً كاملاً وكُلِّياً كشُكرٍ وتَسليمٍ مِن المُخَلَّص لفاديه المُخَلِّص. لقد لقَّب بُوْلُس نفسَه "عبد يسوع المَسِيْح"، وفسَّر بلقبه هذا العبارة "إطاعة الإِيْمَان" بدقَّةٍ. فهل أنت عبدٌ للمَسِيْح؟ لقد غفر الله تعالى لجميع النَّاس، في كلّ زمان ومكان، ذنوبهم لأجل المَسِيْح. وإذ لا نجد رسالةً أُخرى تحمل للبشر ما تحمله هذه الرِّسَالَة مِن خيرٍ وفائدة، لذلك ندعو كلَّ مَن نعرفه إلى أن يخضع لله ويُحبَّ مَسِيْحه، مُختبراً قوَّة نعمته. ما أعظم الرِّسَالَة! فهلاَّ دعَوْتَ زُملاءك إلى إطاعة الإِيْمَان بوَهَّاب النِّعَم كُلِّها؟
لقد دُعي أعضاء كنيسة روما من قِبَل المَسِيْح مُباشرةً، وليس مِن قِبَل بُوْلُس أو غيره. وهذا هو سِرُّ الإِيْمَان الصَّحِيْح: ألاَّ يدعو إنسانٌ إنساناً آخَر للخلاص، إلاَّ إذا كان الدَّاعي في أحسن حالٍ من الإِيْمَان، لأنَّنا لسنا سوى أدوات في يدَي ربِّنا. فيسوع هو الَّذي يختار أتباعه ويُناديهم شخصيّاً وبكلّ وضوح، وصوته يخترق أعماق القلوب، لأنَّه صوت مُقيم الأموات. أمَّا كلمة "الكنيسة" فتعني شركة المَدعُوِّين الَّذين تركوا جماهير المتشائمين، وحملوا مَسْؤُوْليَّة المحبَّة في خدمة الله. فهل أنت مِن مَدعُوِّي يسوع المَسِيْح، أم أنّك لا تزال تعيش على هامش الحَيَاة مُضيِّعاً سنوات عمرك سُدىً؟ إنَّ دِيننا هو دين الدَّعوة.
إنَّ كُلَّ مَن يَقبل هذه الدَّعوة الإلهيَّة ويُتمِّمُها هو مِن أحبَّاء الله. ما أجمل وأمجد العبارة الَّتي تُفسِّر مَن هم المَسِيْحِيُّوْنَ! إنَّهم أقرباء العَليِّ، المَعروفون عنده، والمُحتَرَمون قُدَّامه. وفوق ذلك كلِّه قد نزل الله فِيْ المَسِيْحِ إلى مستواهم، وجعلهم لأجل كفَّارته مستحقِّين لشركته. إنَّ مَحَبَّة اللهِ أعظم وأطهر بكثير مِن محبَّة البشر، وهي تفوق في عمقها وقداستها محبَّة الوالدين لأولادهم ومحبَّة العروسين بعضهما لبعض. وهذه المحبَّة الإلهيَّة القُدُّوْسة لا تَسقُط أبداً. فهل أنت حبيب الله؟ هل أنت مُمْتَلِئ بمحبَّته، وسالكٌ في قداسته؟
لقد دعانا المَسِيْح إلى الغُفْرَان والإطاعة والاتِّباع. وقمَّة هذه الصِّفات القَدَاسَة.
ليس أحدٌ مِنَّا قدِّيساً مِن نفسه، بل بِوَاسِطَة ارتباطنا بالمُخلِّص الفادي صرنا مستحقِّين أن ننال الرُّوْح القُدُس. فبِوَاسِطَة النِّعْمَة وحدها نُصبح قدِّيسين وبلا لَومٍ قُدَّام الله في المحبَّة. والقدِّيسون جميعاً مُفْرَزُون مِن العالم، ومُعيَّنون لخدمة الله، فهم لا يخصُّون بعد أنفسهم ولا أقرباءهم، بل قد أضحوا خاصَّة الله لأَعْمَال القَدَاسَة. فهل أنتَ منهم، قدِّيسٌ حقّاً بالنِّعْمَة؟

الصَّلَاة
إلهَنا القُدُّوْس، قَد دَعَوتنا بيسوع المَسِيْح لنكون قدِّيسين كما أنت قُدُّوْس. إنَّنا نَعترف بظُلمنا، ونلتمس منك غفران جميع خطايانا المعروفة وغير المعروفة. ونَشْكُرُكَ لأنَّك تُحبُّنا وتُطهِّرُنا بدم المَسِيْح، وتُقدِّسُنا بروحك القُدُّوْس. غيِّر حياتَنا كلَّها لكي نخصَّك بكلِّ قُوَّتنا وَوَقْتنا، ونُحبَّك كما تُحبُّنا.
السُّؤَال
ما هي النِّعْمَة، وما هو جواب الإنسان لها؟