Skip to content

Commentaries
Arabic
متى
  
10:11وَأَيَّةُ مَدِينَةٍ أَوْ قَرْيَةٍ دَخَلْتُمُوهَا فَافْحَصُوا مَنْ فِيهَا مُسْتَحِقٌّ، وَأَقِيمُوا هُنَاكَ حَتَّى تَخْرُجُوا. (12) وَحِينَ تَدْخُلُونَ الْبَيْتَ سَلِّمُوا عَلَيْهِ، (13) فَإِنْ كَانَ الْبَيْتُ مُسْتَحِقّاً فَلْيَأْتِ سَلاَمُكُمْ عَلَيْهِ . . .


كان المسيح يخطط خدمته الخاصة دائماً بإرشاد روح أبيه، ويطلب مصلياً قبل دخوله أية مدينة أو قرية، ليريه من هو مستحق من الناس أن ينزل عنده. عِلماً بأن هؤلاء المختارين غير صالحين في أنفسهم، لكنهم أدركوا الشر النابع من قلوبهم، وتألموا لأخلاقهم الفاسدة، هكذا أصبحوا أهلاً لملكوت الله وقبول سفرائه. فاطلب من الله في بداية خدمتك أن يوصلك إلى النادمين، وليس إلى المُكتفين ببرهم الذاتي أو الأغنياء المتعجرفين. إن المتشوّق إلى معرفة نعمة الله هو الذي يقبل إنجيل السلام، والفقير يشركك في خبزه، لكن الغني والفقيه والقوي والمستكبر يظن أنه غير محتاج إليك. عندما يقع الإنسان في الضيق وتبكيت الضمير، يصبح مستعداً لقبول الخلاص، لأن ربك فلح قلبه لتزرع سلامه فيه.
"افحصوا من فيها مستحق" من يوجد خوف الله في أعينهم، من أحسنوا الإنتفاع بما لديهم من نور ومعرفة. إن أفضل الموجودين لا يستحقون من انفسهم تقديم الإنجيل إليهم. على أنه يوجد من يعطون أذناً صاغية للرسل أكثر من غيرهم، ولا يدوسون هذه اللآلئ بأرجلهم.
الرب يساعدنا أن نبحث عن الجائعين إلى البر ،ولا نذهب في البداية إلى الذين يدعوننا لمجرد الإستطلاع والأبحاث التافهة التي لا نفع منها، بل ينصحنا المسيح أن نتمركز عند الذين أرشدنا إليهم روح الرب. أمرهم المسيح أن لا يبحثوا عمن هو غني، بل عمن هو مستحق، لا عن أكثر الرجال جاهاً، بل عن أفضلهم أخلاقاً.
ومن هذا المركز الأخوي، ننطلق لزيارة المحيطين بنا، والأفضل أن يكون برفقتنا مضيفنا الكريم، لأنه يعرف الناس والأحوال في منطقته.
اطلب من المسيح أن يفتح في كل حي من أحياء مدينتك مركزاً للتبشير، حيث يجتذب بقوته كثيرين للإيمان. هل أصبحت أنت نفسك محوراً لخدمات انتعاشية وينبوع سلام لمحيطك؟
كانت التحية "سلام لكم" إذا استخدموها تحولت إلى بشارة، لأن ما تمنّوه هو سلام الله، سلام ملكوت السموات. والآن لئلا تتبلبل عقولهم بسبب توجيه هذه البركة للجميع، مستحقين وغير مستحقين. فقد أوصاهم المسيح بهذه الوصية منعاً للإرتباك. لقد أخبرهم أن هذه الطلبة أو الأمنية ينبغي أن تقدم للجميع، كما وجه الإنجيل للجميع بلا تمييز، وأنهم ينبغي أن يتركوا الأمر لله الفاحص القلوب، والمطلع على السرائر، لكي يحدد النتيجة. إن كان البيت مستحقاً حصد ثمرة بركتكم، وإلا فلن يحصل لكم ضرر، ولن تخسروا ثمرتها، بل إلى حضنكم يرجع، كصلاة داود من أجل أعدائه الجاحدين (مزمور35: 13).
خليق بنا أن نحسن الظن بالجميع، أن نصلي بإخلاص وأمانة لأجل الجميع، أن نكون مؤدبين ولطفاء نحو الجميع، لأن هذا هو الواجب من ناحيتنا، وبعد ذلك نترك الله، من ناحيته، أن يحدد النتيجة التي سوف تحل بهم. فالذي يتجاوب مع روح الله، تتحقق فيه التحية وينل بركة منه، أما من يتقسى قلبه لسلام الله ورحمته، سينال دينونة على نكرانه.