Skip to content

Commentaries
Arabic
مرقس
  
1- حَيْرة النِّسَاء في الحجر الموضوع على الْقَبْرِ
(مرقس 16: 1- 4)
16:1وَبَعْدَمَا مَضَى السَّبْت اشْتَرَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّة وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَسَالُومَةُ حَنُوطًا لِيَأْتِينَ وَيدْهَنَّهُ.2وَبَاكِرًا جِدًّا فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ أَتَيْنَ إِلَى الْقَبْرِ إِذْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ.3وَكُنَّ يَقُلْنَ فِيمَا بَيْنَهُنَّ مَنْ يُدَحْرِجُ لَنَا الْحَجَرَ عَنْ بَابِ الْقَبْرِ.4فَتَطَلَّعْنَ وَرَأَيْنَ أَنَّ الْحَجَرَ قَدْ دُحْرِجَ، لأَِنَّهُ كَانَ عَظِيمًا جِدًّا.


السَّبْت يوم راحة وسرور عامٍّ لليهود، ومَن يَعمل في هذا اليوم الّذي يرمز للعهد مع الله يستوجب الموت، لأنَّ العمل يُعتبَر تجديفاً. وقد قَبِل يَسُوْع نظام العهد القَدِيْم هذا، واستراح في اليوم السَّابع مِن خدمته الفدائيَّة للعالم، كما أنَّ الله استراح مِن خلقه العظيم في اليوم السَّابع.
أمَّا تلاميذ المَسِيْح فبقوا يائسين خوفاً مِن أن تحكم عليهم الأمَّة بالرَّفض والإعدام لأنَّهم تبِعوا يَسُوْع المحسوب مُضِلاًّ ومُجدِّفاً مِن قبل رؤساء الشَّعب. فلم يخرجوا إلى الشَّارع، أو السُّوق خوفاً مِن اليهود، وأغلقوا أبوابهم كأنَّهم في حرب.
وكذلك لم تستطع النِّسَاء أن يفعلنَ بجسد يَسُوْع حسب التَّقليد، بسبب السَّبْت، فبكَّرْن في أوَّل يومٍ من الأسبوع إلى السُّوق، واشترَيْن أدهاناً وأطياباً ثمينةً، مُضحِّياتٍ بما وفَّرْنه من مالٍ ليُكرموا به القُدُّوس. وكانت أفكارهم كلُّها تحوم حول الموت المُنقضِّ على المُعلِّم والنَّبِيّ الإلهي.
أمَّا السَّيِّدَات اللواتي أسرعن في فجر اليوم الأوَّل فكُنَّ أنفسهنَّ اللواتي مكَثْنَ قرب الصَّلِيْب يوم الجمعة. ومِن بينهنَّ مريم المَجْدَلِيَّة الّتي حرَّرها يَسُوْع مِن سبعة أبالسة، وأمّ يُوْحَنَّا ويعقوب الرَّسُولين.. وأُخرَيَات.
وهؤلاء خرجن مِن باب المدينة المحروسة، ووصلن إلى القبر قبل شروق الشَّمس، رمزاً لكلّ مَن يَطلب المَسِيْح، كما يقول: "الّذين يُبكِّرون إليَّ يجدونني".
كُنَّ، على الرَّغم من محبَّتهنَّ ليَسُوْع الحيّ، يُفكِّرن في الحجر الكبير المُدوَّر على باب القبر، المختوم من الحرَّاس الرومانيين، لأنَّهنَّ غير قادرات على تحريكه، حتَّى ولو حاولنَ ذلك بقوتِّهنَّ معاً. وهذا حالُنا جميعاً عندما نهتمُّ كثيراً في كيفيَّة إزاحة عبء ثقيل في حياتنا لا يمكننا تحريكه، ولا نجد حلاًّ لمشكلته.
ولكن عندما وصلت السَّيِّدَات إلى قبر يَسُوْع، رأين الحجر الكبير مُدحرجاً، وكأنَّ الله الرَّحيم قد استمع إلى أنَّاتهنَّ، فأرسل ملاكاً فتح لهنَّ الطَّريق إلى يَسُوْع. هكذا يُخجل اللهُ ضعف إيمان الأتقياء في كثيرٍ مِن الأحيان، فيستجيب لصلواتهم حتَّى قبل أن يروا الحدث العظيم.
لكنَّ السَّيِّدَات، في ذلك اليوم، لم يشعُرن بالحدث العظيم، ولم ينتظرن الأعجوبة الكبرى، ولم ينزلن ماشيات على مستوى الموت في يأس وهمّ. لم يكنَّ قد أدركن حياة الله بعد، بل كنَّ يطلبن يَسُوْع، فأردن خدمته، وانطلقن في الطَّريق المستقيم، ووصلن إلى الهدف الموعود.
وإنَّنا نجد في كلِّ عصرٍ ودينٍ طُلاَّباً لله أُمناء، يتعذَّبون فكراً وعملاً ليجدوا الله العظيم المجهول، ولا يُدركون أنَّه حاضرٌ وعاملٌ بدون طقوسهم الميتة. فهمومهم واجتهاداتهم الدُّنيويَّة والبشريَّة محدودةٌ، أمَّا نعمة الله فقد تحقَّقت غالبةً مُنتصِرةً إلى الأبد.

الصَّلَاة
اللَّهُمَّ القُدُّوس، نشكرك لأنَّك استجبت لهموم النِّسَاء، وباركتَ بحثهنَّ عن المَسِيْح. اغفر لنا همومنا البشريَّة، حتَّى وإنْ غرقنا في الاهتمام الدِّيني. قد استجبتَ قبل أن نُدرك انتصارك، ورحمتنا ما دُمنا في ظلال الموت. أنِر بصيرتنا الرُّوحية، وقُدْنا دائماً في موكب نصرتك، ودَحْرِج حجر الموت الثَّقيل عن قلوب أصدقائنا والبعيدين عنَّا. آمين.
السُّؤَال
ماذا يعني الحجر المُدحرَج عن باب القبر؟