Skip to content

Commentaries
Arabic
لوقا
  
4:42وَلَمَّا صَارَ اٰلنَّهَارُ خَرَجَ وَذَهَبَ إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ، وَكَان اٰلْجُمُوعُ يُفَتِّشُونَ عَلَيْهِ. فَجَاءُوا إِلَيْهِ وَأَمْسَكُوهُ لِئَلاَّ يَذْهَبَ عَنْهُمْ.43فَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّهُ يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ اٰلْمُدُنَ اٰلأُُخَرَ أَيْضاً بِمَلَكُوتِ اٰللّٰهِ، لأَنِّي لِهٰذَا قَدْ أُرْسِلْتُ».44فَكَان يَكْرِزُ فِي مَجَامِعِ اٰلْجَلِيلِ.


لقد كان يسوع إنساناً حقّاً، وتعب مِن مجهوداته وأعماله الخلاصيّة. وجُرّب للاستكبار مِن أجل نتائجه الباهرة وإعلانات الشياطين القاهرة. فتخلّى عن الجماهير، تاركاً تلاميذه لينفرد بأبيه. وصلّى إليه، صابّاً ومفرغاً قلبه أمامه. طالباً مِنه الهدى والحكمة والقوّة والسلطان والصبر والمحبّة واللطف الدائم. وصلّى يسوع في الصباح، ليضع نهاره الطويل تحت تصرّف أبيه. فلم يرد إجراء أعجوبة مِن تلقاء نفسه، بل فعل كلّ شيء منسجماً مع أبيه، قائلاً: الحقّ الحقّ أقول لكم، لا يقدر الابن أن يعمل مِن نفسه شيئاً، إلا ما ينظر الآب يعمل. لان مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك. لأنّ الآب يحبّ الابن ويريه جميع ما هو يعمله (يوحنّا 19:5 -20).
فكان في صلاة يسوع، ما علّمنا نحن إياه: اسألوا تعطوا اطلبوا تجدوا اقرعوا يُفتح لكم. ولم يقل لنا "الله يجبركم ان تأخذوا النّعمة راغمين. اذهبوا واحتضنوا مقدار ما تشاؤون مِن الكنوز، فكلّ الأبواب مفتوحة لكم". كلاّ لم يقل كذلك. بل إنّه يوقظ فينا جهد الصّلاة وكفاح الإيمان وصبر الابتهال. فالجماهير الضّالّة، والضيقات المتراكمة عليهم، والعقد المكبّلة نفوسهم وعبوديّة أذهانهم للأرواح، لم تكن بالنسبة إليه موضوعاً لأفكار متفلسفة وسبباً للانتقاد والاحتقار. بل إنّه أحبّ المساكين وصلّى لأجلهم، ووقف في سيول كوارث العالم وغلبها. إنّ يسوع كان مصلّياً أميناً. وهذا هو سبب انتصاره على كلّ السلطات الشرّيرة، لأنّ الله ثبت فيه لأجل شكره وصلاة إيمانه. فبدون صلاة ليست شركة مع العلي. فكيف تصلّي؟ وهل تبتهل باستمرار لأجل الآخرين أو تذكر نفسك وحدها؟
تبع أهل كفرناحوم المسيح إلى عزلته في البريّة. وأرادوا أن يمسكوه، لأنّهم اختبروا قدرة سلطانه، وتمنّوا تأمين أنفسهم. فبان فيهم نفس الرّوح، كأهل الناصرة. إلاّ أنّ المسيح، لم يقدر أن يعين سكّان الناصرة لعدم إيمانهم. ورغم الطموح الدنيوي عند أهالي كفرناحوم أعلن المسيح لهم دافع قلبه، محبّة الله، لأنّه قد ترك السماء، وأصبح إنساناً ليخلّص التائبين. فمحبّة القدّوس الّتي فيه جعلت تبشيره ضرورة وفريضة مقدّسة. ولا ريب أنّ الله غير مجبور، بل حر. ولكن جوهره يلزمه تحقيق إرادته. لأنّ قداسته عليها أن تدين الأشرار. كما أنّ محبّته تدفعه إلى ذبيحة نفسه عوضاً عنهم. فالمسيح عاش في التزام الضرورة الإلهيّة، الّتي لا يفهمها كثير مِن النّاس. لأنّهم لا يعرفون جوهر الله حقّاً، في محبّته وقداسته.
فذهب يسوع إلى مدن كثيرة، يشركها بقوّة الله، ويقدّم لها بشرى الخلاص. وليس شفاء المرضى شعار خدمته، بل البشرى الغريبة عن ملكوت الله الحاضر بين البشر. فأبوه السماوي مالك الكلّ، وليس الشيطان الكذّاب. وقد كافح الابن، ليرجع النّاس إلى الله، ليتركوا طوعاً عبوديّة الخطيئة ويمتلئوا بمحبّة العلي. وكانت إمكانيات ملكوت الآب متضمّنة ومستترة في المسيح، كما البذور تحتوي على أوراقها وزهورها وثمارها. واليوم كذلك تستتر مملكة النّعمة في المؤمنين. والله يدعو كلّ المخلوقات للخضوع طوعاً، لأنّ الله محبّة، ومَن يثبت في المحبّة يثبت في الله والله فيه. هل أصبحت مواطناً لملكوت الله، وسلّمت نفسك لصاحبها؟
وكما أرسل الآب ابنه، لينشر ملكوت الحقّ، هكذا يدعوك ملك الملوك ليجهزك بقوّته ويشركك في تنفيذ دستوره، كما أعلنها في الناصرة في الأصحاح 4: 18 و19. فهل أدركت برنامج المسيح وحفظته غيباً وتنفّذه؟

الصَّلَاة
أيّها الربّ يسوع المسيح، أنت ربّي وملكي ومالكي. اغفر لي انانيتي وطموحي، إلى الإستقلال وعصيانِي. وعلّمنِي الخضوع الرّوحي، ليملانِي روح محبّتك. ويدفعني إلى تبشير العالم، كما انّك أنت كنت مبشّراً عظيماً.
السُّؤَال
ما هي أسرار فعاليّة خدمة المسيح؟