Skip to content

Commentaries
Arabic
لوقا
  
12 - دفن يسوع
(23: 50 -56)
23:50وَإِذَا رَجُلٌ اٰسْمُهُ يُوسُفُ، وَكَان مُشِيراً وَرَجُلاً صَالِحاً بَارّاً -51هٰذَا لَمْ يَكُنْ مُوافِقاً لِرَأْيِهِمْ وَعَمَلِهِمْ، وَهُوَ مِنَ اٰلرَّامَةِ مَدِينَةٍ لِلْيَهُودِ. وَكَان هُوَ أَيْضاً يَنْتَظِرُ مَلَكُوتَ اٰللّٰهِ.52هٰذَا تَقَدَّمَ إِلَى بِيلاَطُسَ وَطَلَبَ جَسَدَ يَسُوعَ،53وَانزَلَهُ، وَلَفَّهُ بِكَتَّان، وَوَضَعَهُ فِي قَبْرٍ مَنْحُوتٍ حَيْثُ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ وُضِعَ قَطُّ.54وَكَانَ يَوْمُ اٰلاِٰسْتِعْدَادِ وَاٰلسَّبْتُ يَلُوحُ.55وَتَبِعَتْهُ نِسَاءٌ كُنَّ قَدْ أَتَيْنَ مَعَهُ مِنَ اٰلْجَلِيلِ، وَنَظَرْنَ اٰلْقَبْرَ وَكَيْفَ وُضِعَ جَسَدُهُ.56فَرَجَعْنَ وَأَعْدَدْنَ حَنُوطاً وَأَطْيَاباً. وَفِي اٰلسَّبْتِ اٰسْتَرَحْنَ حَسَبَ اٰلْوَصِيَّةِ.


قال المسيح للّصّ الّذي صلب معه: اليوم تكون معي في الفردوس. وكلمة "فردوس" فارسية بمعنى جنينة. وربّما كان اللّص فارسي الأصل، ولم يفهم عبارة أخرى، وصفاً لمكان الأموات المخلّصين، حيث ينتظرون القيامة إلى الحياة الأبديّة. فنفس المسيح دخلت بعد موت جسده إلى هذا الرحاب، حيث يرتاح الأموات الأتقياء. ولا نعرف كثيراً عن حركاته وأعماله، إلاّ ما قاله بطرس. إنّه بشّر الأرواح في سجن الموتى، الّذين لم يسمعوا في السابق إنجيل الخلاص (1 بطرس 3: 19 و4: 6). فدخول المسيح إلى الأمكنة حيث يسكن أصحاب إبراهيم واسحق ويعقوب كان انتصاراً. ولم يبشّر المسيح طويلاً هناك، لأنّ ظهوره بين نفوس الأموات سبّب لبعضها قبول البشارة فوراً. والآخرون رفضوه نهائيّاً. فهؤلاء الأموات لا يستطيعون أنْ يأتوا بأعمال صالحة لخلاصهم، بل إيمانهم خلّصهم، وعدم إيمان البعض أهلكهم.
وأمّا على سطح الأرض فبان موت المسيح كهزيمة في معركة هائلة. وتهدّلت جثّة المسيح على الصليب، وقد فارقتها الحياة. ولم يسمح لأحد أنْ ينزله إلاّ بإذن مِن القيادة الرومانيّة العليا. وفجأة جاء أحد أعضاء المجلس اليهودي، واسمه يوسف مِن الرامة. وهو كنيقوديموس لم يوافق على حكم الموت على يسوع لأجل ادعاء التجديف، ولكنّهما لم يستطيعا شيئاً، إذ أصوات الأكثريّة الثمانية والستون طغت عليهما. فتجاسر يوسف غير مهتم باتّهامه، أنّه مِن أتباع المصلوب المضطهدين، وتقدّم إلى بيلاطس الوالي، وطلب منه الامتياز ليدفن المرفوض الميت. فوافق بيلاطس ليتخلّص مِن القضيّة، الّتي بكّتت ضميره. ولم يهتمّ يوسف كذلك بتنجّسه حسب الاعتقاد الطقسي عند اليهود حيث لمس ميتاً قبل السبت وعيد الفطير المقبل، لأنّه حزن واستاء وأدرك أنّ ملكوت الله لم يأت بصوم ونواميس (شرائع)، ولا بصلوات طويلة، لا ببرّ خاص، بل قد ابتدأ بيسوع المسيح. فاعترف بإيمانه بالملك الميت، حتّى في خطر الموت، لأنّه أحب المسيح، واغتاظ لمّا حكم زملاؤه في المجلس على ابن الله.
فانزل هذا السيد النبيل مع عبيده جثّة يسوع عن الصليب ولفّه بكفن ثمين، ودهن جسده بعجلة، ووضعه في قبر جاهز انيق منحوت داخل الصخر، ولعلّه كان معدّاً لعائلة يوسف الخاصّة. فدفن يسوع كأمير شريف.
وهذا المعاملات تمّت بأكبر سرعة، لأنّ السبت كان وشيكاً أنْ يقع. وقد ذبحت مئات الألوف مِن الحملان والجداء في ساحة الهيكلّ في الساعات الّتي علّق فيها يسوع على الصليب، سافكاً دمه كحمل الله المستحقّ تقديمه لكلّ النّاس.
ولكن أكثرية شعب اليهود لم يدركوا خلاصهم، بل استمرّوا في عبادة الشريعة المضمحلّة الزائلة.
وبعض النساء مِن الجليل اللواتي تبعن يسوع وتلاميذه في موكب انتصاره، وخدمن الرجال في طهارة الرّوح القدس، تقدّمن أولاً إلى القبر المنحوت في الصخر، ليعملن على تنظيفه. ونظرن بعدئذ إلى المكان، الّذي وضع فيه المتوفي. بعدئذ ركضن إلى المدينة ليشترين بسرعة أطياباً وأربطة، ليحنطنه تحنيطاً ملكياً لائقاً به بطيب ثمين في يوم الأحد المقبل. لأنّ السبت يوم مقدّس، لا يتعاطى فيه ببيع أو شراء أو دهن للموتى أو أي عمل آخر. فلمّا تقدّمن يوم الأحد في عيد الفصح، فكّرن أنّهن سيدهنّه في مثواه. لأنّه قد مات حقيقة، كما شاهدنه مِن قبل. وقد بكين بحزن كبير، في عيد الفصح. واجتمعن متألّمات، وذكرن مرتّلات عظائم الّذي بلعه سلطان الظلمة.

الصَّلَاة
أيّها الربّ، نسجد لك، لأنّ موتك أوجد حياتنا. وقد سبقتنا إلى هوّة الموت لكيلا نخافه، بل نتبعك ممسكين بيدك ومطمئنين، لأنّنا استودعنا أرواحنا بين يديك. انزع خوف الموت مِن قلوب كلّ المؤمنين، وامنحهم يقين الحياة الأبديّة بعزّتك. آمين.
السُّؤَال
كيف دُفن المسيح؟