Skip to content

Commentaries
Arabic
لوقا
  
18:24فَلَمَّا رَآهُ يَسُوعُ قَدْ حَزِنَ، قَالَ: «مَا أَعْسَرَ دُخُولَ ذَوِي اٰلأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ اٰللّٰهِ!25لأَنَّ دُخُولَ جَمَلٍ مِنْ ثَقْبِ إِبْرَةٍ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ اٰللّٰهِ!».26فَقَالَ اٰلَّذِينَ سَمِعُوا: «فَمَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْلُصَ؟»27فَقَالَ: «غَيْرُ اٰلْمُسْتَطَاعِ عِنْدَ اٰلنَّاسِ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اٰللّٰهِ».


وعمّق يسوع تلاميذه رأساً في مبدأ التحرّر مِن المال، شرطاً للدخول إلى ملكوت الله. وأراهم بواسطة مثل الجمل، الّذي لم يقدر أنْ يدخل في ثقب الإبرة البتة، استحالة ولوج الغني إلى الله وإرضائه. الله محبّة ويبذر ما عنده ويهدي مواهبه بالغنى. فالأزلي لا يعيش لذاته، بل يخدم مخلوقاته. فمَن يرد الثبات فيه فليحب، ويعط كما يعطي الله، ويخدم بلا انقطاع.
ولا تنس أنّك غني بمواهبك الروحيّة النفسية الجسدية. فبأي مبلغ تبيع قلبك، لو أتاك مريض يطلب نقل قلبك إلى جوفه؟ إنّك تملك أشياء باهظة الثمن أكثر مِن الملايين، وأنت لا تدركها. وبمعنى آخر فهل لا زلت تملك قلبك لخاصتك أو أهديته حقّاً ليسوع المسيح؟
ولمّا أدرك التلاميذ طلب يسوع، فزعوا مثلما فزع ذلك المعلّم الرئيس. وتمتموا قائلين: مَن يقدر أنْ يخلص إذاً؟! فقد أدركوا، أنّهم ما زالوا يحبّون المال، وقصدوا مستقبلاً مناصب الوزراء في ملكوت الله. ولم يريدوا تقليل مدخولهم المادي، بل زيادته، وضمان مستقبل عائلاتهم.
فالمسيح في رحمته شهد لهم، أنّ قدرة الله تستطيع تحريرهم مِن كلّ خطايا وأربطة إبليس. فلا يقدر الإنسان أنْ يكسب الحياة المادية بتضحياته الشخصيّة، بل الله في نعمته يهبها له مجّاناً. وليس إنسان يعمل صلاحاً، فالله قد عمل المستحيل، وجعل ابنه إنساناً ليصبح الأشرار أبناء الله. والرّوح القدس، الّذي هو حياة الله اليوم في المؤمنين، يخلق فينا محبّة المساكين والفقراء، لكي نتعشق التضحية، ونضع أموالنا تحت تصرف يسوع المسيح. فهل سلمت مالك لربّك كاملاً؟ فأي فقير في محيطك قد ساعدته عملياً وباستمرار؟