Skip to content

Commentaries
Arabic
عبرانيين
  
8:7فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ ذَلِكَ الأَوَّلُ بِلاَ عَيْبٍ لَمَا طُلِبَ مَوْضِعٌ لِثَانٍ.8لأَِنَّهُ يَقُولُ لَهُمْ لاَئِمًا هُوَذَا أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُ الرَّبُّ حِينَ أُكَمِّلُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَمَعَ بَيْتِ يَهُوذَا عَهْدًا جَدِيدًا.9لاَ كَالْعَهْدِ الَّذِي عَمِلْتُهُ مَعَ آبَائِهِمْ يَوْمَ أَمْسَكْتُ بِيَدِهِمْ لأُخْرِجَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ لأَِنَّهُمْ لَمْ يَثْبُتُوا فِي عَهْدِي وَأَنَا أَهْمَلْتُهُمْ يَقُولُ الرَّبُّ.10لأَِنَّ هَذَا هُوَ الْعَهْدُ الَّذِي أَعْهَدُهُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ يَقُولُ الرَّبُّ أَجْعَلُ نَوَامِيسِي فِي أَذْهَانِهِمْ وَأَكْتُبُهَا عَلَى قُلُوبِهِمْ وَأَنَا أَكُونُ لَهُمْ إِلَهًا وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْبًا.11وَلاَ يُعَلِّمُونَ كُلُّ وَاحِدٍ قَرِيبَهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ قَائِلاً اعْرِفِ الرَّبَّ لأَِنَّ الْجَمِيعَ سَيَعْرِفُونَنِي مِنْ صَغِيرِهِمْ إِلَى كَبِيرِهِمْ.12لأَِنِّي أَكُونُ صَفُوحًا عَنْ آثَامِهِمْ وَلاَ أَذْكُرُ خَطَايَاهُمْ وَتَعَدِّيَاتِهِمْ فِي مَا بَعْدُ.13فَإِذْ قَالَ جَدِيدًا عَتَّقَ الأَوَّلَ. وَأَمَّا مَا عَتَقَ وَشَاخَ فَهُوَ قَرِيبٌ مِنْ الاِضْمِحْلاَلِ


العهد مع الله هو السِّر الجوهريُّ في المؤمنين. وبدون العهد يبقى الناس في العداوة مع الله. فمَن يدخل العهد يثبت في سلامٍ ونظامٍ وبركةٍ. هل عرفتَ الآن لماذا يعمُّ العالمَ الخصام والحروب؟ إنَّ أكثر الناس لا يعيشون في العهد مع الله، بل هم حلفاء الروح المغربل الضَّار.
لقد قبل أبناء العهد القديم كتاب العهد مع متطلّباته. ولكنَّ هذه الشَّرائع جاءت مِن خارج الناس واجباً عليهم، فلم تدخل القلوب، ولم تُغيِّر الأذهان مِن أساسها. وشيوخ الشَّعب أخضعوا الأمَّة كلَّها لدم العهد الذي قطعه موسى لكي يستحقُّوا التَّعاهد مع الله. إنَّما كان ذلك الدَّم ناقصاً لأنَّه مِن الحيوان. فاحتاجوا إضافةً إليه إلى ذبائح يوميَّةٍ. لم يرَ الأتقياءُ القُدُّوْس بجلاءٍ إلاَّ مِن بَعيدٍ، لأنَّ كلَّ مَن يراه يهلك. فبقي الله فِيْ العَهْدِ القَدِيْمِ مستتراً غير معروفٍ.
ولكنَّ الله، رغم بُعده عنهم، اهتمَّ بهم وأخرجهم مِن العبوديَّة وانتظر منهم أن يخدموه شاكرين في الحرِّية. ولكنَّهم اشتاقوا إلى الرُّجوع إلى طناجر اللَّحم والفول في مصر، وفضَّلوا الحالة المضمونة مِن الشَّركة مع الله في البرِّية، حيث كانوا مضطرِّين إلى الثَّبات بالإيمان يوميّاً لبقائهم. فسقطوا في التَّذمُّر وعدم الإيمان، تاركين ربَّهم الذي أهملهم أيضاً ولم يهتمّ بهم لأنَّهم تركوه عمداً.
ولقد فشل الشَّعب في الوصول إلى هدف ناموسه الذي لخَّصه الله بقوله: "كُونُوا قِدِّيسِينَ لأَِنِّي أَنَا قُدُّوْس". والوصايا العشر والقرابين كلُّها لا تُصالح الشَّعب البتَّة. فظهر العهد القديم ناقصاً وملوماً وغير كافٍ. وهذا الحكم على الميثاق القديم قرَّره الله نفسه، إذ أعلن للنَّبيِّ إِرْمِيَا إشراق عهدٍ جديدٍ. فالقديم بدا، رغم سموِّه، غير كاملٍ وعديم القدرة على تقديس الناس. وكانت رسالته إعداديَّةً للوصول إلى العهد الجديد. أمَّا المسيح فهو الذي أتمَّ متطلّبات القديم بدقَّةٍ، وأوضح في شخصه معاني العهد الجديد أيضاً.
فلماذا العهد الجديد أفضل مِن القديم؟
1- لم يُسجَّل هذا الناموس الجديد على لوحين مِن حجر، بل دخل بِوَاسِطَةِ حلول الرُّوح القدُس في الأذهان والقلوب. فليس واجباً علينا أن نُتمِّم الوصايا مُرغَمين، بل نحن نُريد أن نُتمِّمها مِن تلقاء أنفسنا، لأنَّها أصبحَت دافعاً فينا. وبحلول الرُّوْح القُدُس انسكبت محبَّة الله في قلوبنا، فنلنا القوَّة التي تُمكِّننا مِن حفظ الوصايا. وهكذا نلنا امتيازَين في العهد الجديد هما: كتابة المسيح وصيَّته الفريدة في قلوبنا، وإعطاؤه إيَّانا فِيْ الوَقْتِ نَفْسِهِ القدرة على إطاعتها.
2- حلَّ الرُّوْح القُدُس فينا لأنَّ المسيح مات لأجلنا. فولادة المسيح والعشاء الرَّباني يدلاَّننا على اقتراب الله مِن الإنسان. أمَّا حلول الرَّب في كنيسته فلم يحصل إلاَّ في العهد الجديد. فالله يكون معنا ويثبت فينا إِلَِى الأَبَدِ. وشعب الله ليس اليهود، بل جميع المؤمنين بالمسيح مِن جميع الأمم. هؤلاء هم أولاد العليِّ المولودون مِن روحه، لأنَّ مَن لا يُولَد مِن روح العليِّ ليس له. إنَّ الوحدة التي بين الله وأتباع المسيح أعظم وأقرب ممَّا نعلم، لأنَّ الابن صلَّى قائلاً: "لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِداً كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضاً وَاحِداً فِينَا... لِيَكُونَ فِيهِمُ الْحُبُّ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي بِهِ وَأَكُونَ أَنَا فِيهِمْ" (يُوْحَنَّا 17: 21- 26).
3- والميزة العمليَّة في المولودين ثانيةً هي أنَّ الرُّوْح القُدُس ينوِّرهم بِوَاسِطَةِ الإِنْجِيْل، فيدركون الله ويدعونه "أبانا". والرُّوْح القُدُس يفتح أفواههم لصلاة الشُّكر والحمد. فليسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَقُول الله آبٌ والمسيح رَبٌّ إِلاَّ بِوَاسِطَةِ ِالرُّوْح القُدُس. ولا يوجد اختلافٌ مبدئيٌّ بين النَّاضجين والمبتدئين في الإيمان، لأنَّ الجميع ممسوحون بروح الإِنْجِيْل الذي يتكلَّم في كتاب العهد الجديد. ولا يقدر الإنسان أن يعرف ربَّه إلاَّ بالمسيح. فبِوَاسِطَةِ الابن نعلَم أنَّ الله هو الآب وأنَّه اختارنا أولاداً له. ومحبَّة أبينا هي شعار ديننا وقوَّته ورجاؤه. وأبونا السَّماوي ليس خيالاً أو حلماً، بل قد ظهر في ابنه. فلنا معرفةٌ عظيمةٌ عن الله مغروسةٌ في كلِّ مسيحيٍّ منذ أوَّل يومٍ مِن ولادته الثَّانية مِن الماء والرُّوح.
4- وأساس هذا العهد الجديد هو غفران الخطايا، فلا نحتاج كلَّ يومٍ إلى ذبائح مادِّيةٍ ناقصةٍ، بل قد تقدَّسْنا بذبيحة المسيح الفريدة. فلأجل اسمه لا يذكر الله خطايانا بعد. لقد صار منعماً علينا لشفاعة المسيح الحيِّ. فدم المسيح الذي هو دم العهد أسَّس علاقتنا بالله، وهو يحفظنا في قربه دائماً.
اعلم يا أخي أنَّ الله الأزليَّ القُدُّوْس قد قطع معك، وأنت خاطئٌ، عهداً ثابتاً لأجل دم المسيح وشفاعته فقط. وهو أمينٌ وثابتٌ في أمانته. وأنت شريكٌ مَسْؤُوْل في هذا العهد. فاطلب إلى ربِّك أن يمنحك الانتباه والقوَّة والمعرفة، لكي تثبت في الشَّركة معه، وتُكرمه بحمد قلبك المستمرِّ.
والعهد القديم لا يزال ساري المفعول، لأنَّ نعمة الله لن تنتهي. فلا يترك الآب أولاده الثَّائرين، بل يدعوهم إلى التَّوبة مرَّةً تلو الأخرى، رغم عقوباته الأليمة المُبيدة. ولا ريب أنَّ العهد القديم قد عتق، ولا يستحقُّ الاهتمام البالغ، فهو يضمحلُّ. أمَّا العهد الجديد مع المسيح فسرمديٌّ. لذلك خيرٌ لنا أن نُدرك أيَّ نعمةٍ قد أعطانا الله باتِّحاده معنا في الشِّركة، ووعده لنا بأنَّنا سنَدخل ملء معرفة الله ورؤيته هدفاً لعهده الجديد.

الصَّلَاة
نَسْجُدُ لَكَ أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوْعُ المسيح لأنَّك أهَّلتَنا ونحن خطاةٌ للعهد المقدَّس مع الله. قدِّسنا إِلَى التَّمَامِ كيلا نسقط مِن هذه الشَّركة السَّامية، وافتح عيوننا لنُدرك أبانا ونُحبَّه ونُقدِّس اسمه بسلوكنا، فيأتي مَلَكُوْته وتجري مشيئته في حياتنا. ونحن مؤمنون بأنَّك أنت رئيس إيماننا ومكمِّله بالنِّعمة.
السُّؤَال
ما هي امتيازات العهد الجديد؟